منذ أن طفت على السطح قضية التجسس الشامل على العالم الرقمي و التي تقودها
وكالة الأمن القومي NSA الأمريكية و التي فضحها العميل السابق إدوارد سنودن
بدأ العالم يتوجه نحو مزيد من الاهتمام بالحياة الشخصية للمستخدمين و
طريقة احترامها، و هو ما دفع عدد من شركات العالم الرقمي لتغيير
استراتيجياتها الأمنية.
احترام الحياة الخاصة للمستخدمين أصبحت " الموضة " التي اتبعها هذه الأيام
أهم و أكبر الفاعلين في العالم الرقمي، و نتذكر هنا تصريحات مسؤولي جوجل و
آبل و التي أشارتا فيهما إلى عزمهما تشفير بيانات المستخدمين في أنظمتهما
الجديدة بما يمنع من التجسس على المستخدمين أو اختراق خصوصيتهم من أي جهة
كانت.
و يبدو أن متصفح موزيلا فايرفوكس يريد بدوره تعزيز ثقافة حماية خصوصية
المستخدمين عبر منحهم إمكانية التصفح الآمن عن طريق شبكة Tor التي تعد
واحدة من الوسائل التي تمكن المستخدمين من إخفاء هوياتهم الحقيقية و
المحافظة على حريتهم الشخصية على شبكة الإنترنيت، وفي هذا الصدد أكد
(Andrew Lewman) المدير التنفيذي لـ Tor أن مسؤولي شركة معروفة تملك ما بين
10 و 20 في المئة من حصة السوق في محادثات من أجل مشروع جديد يتعلق بإدماج
Tor داخل متصفحها، و هي الإشارات التي أكد الملاحظون أنها تشير من دون شك
إلى موزيلا فايرفوكس.